واشنطن للقاهرة: اقتحام رفح ليس مُلغًى

عاجل

الفئة

shadow
جريدة  الأخبار  
السبت 23 آذار 2024

(أ ف ب )

القاهرة | فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي الضغط للتوصل إلى صفقة تهدئة وفقاً لمطالبه، بما يسمح له بالاستمرار في التنكيل بالفلسطينيين في غزة، بعد إتمام الإفراج عن جميع أسراه لدى المقاومة، حمل وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، خلال زيارته للقاهرة، طروحات حول التعامل مع الوضع في رفح، بما يسمح لإسرائيل باقتحام المدينة الحدودية، بعد أن يتم نقل المدنيين إلى مناطق أخرى داخل قطاع غزة، حسبما أفادت مصادر مصرية مطّلعة «الأخبار». وبحسب المعلومات، رفضت مصر الطروحات هذه، على اعتبار أنها «تحتاج إلى وقت طويل لتنفيذها ولا يمكن المضي قدماً فيها في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي بات يهدد حياة الفلسطينيين داخل القطاع»، وهو ما تساوق مع التحذيرات المصرية التي أُطلقت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، في المفاوضات الجارية في الدوحة. وبينما تحدّث بلينكن عن «أحقية إسرائيل في تبديد مخاوفها الأمنية»، أكد المسؤولون المصريون أن تلك المخاوف «لا تشكل سوى جزء من ادّعاءات الاحتلال لإطالة أمد الحرب، وعرقلة وقف إطلاق النار لأسباب سياسية خاصة بالداخل الإسرائيلي».وتركّز جزء من المناقشات بين المسؤولين المصريين وبلينكن حول مستقبل غزة في مرحلة ما بعد «التهدئة الأولى»، إلا أن الوزير الأميركي «لم يبدِ تأكيداً لقدرة بلاده على تحقيق وقف الحرب، قبل نهاية العام على الأقل»، مشيراً إلى أن «الإسرائيليين يتحركون بشكل منفرد أحياناً ولا يستجيبون لكل ما تريد واشنطن تحقيقه على الأرض». وعلى هذه الخلفية، خلص المسؤولون المصريون إلى أن واشنطن «أصبحت أكثر تقبّلاً لمسألة اقتحام الاحتلال لرفح، في حال لم يتم التوصل إلى التهدئة، التي سيصاحبها إيصال مزيد من المساعدات العسكرية عبر البحر، وربما عبر المعابر الإسرائيلية في محاولة لتخفيف الضغط الدولي على الاحتلال»، علماً أن المفاوضات سيتم استكمالها الأسبوع المقبل في القاهرة.
وفيما لا يزال الاتفاق على الهدنة أبعد من التحقق رغم استمرار مباحثات وفود التفاوض، فإن جزءاً رئيسياً مما تعمل عليه مصر في الوقت الحالي «مرتبط بزيادة وتيرة إدخال المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، بدعم أميركي، مع ضغوط لإرسال المساعدات براً إلى شمال القطاع، وليس فقط عبر الإسقاط الجوي». وفي السياق، طلبت مصر من بلينكن الضغط من أجل إدخال المساعدات إلى شمال غزة، عبر شاحنات يجري تفتيشها، والانتهاء منها عبر المعابر، في خطوة أولى ضمن سلسلة تصورات تعمل القاهرة على مناقشتها مع الأطراف المعنية لإيصال المواد الإغاثية إلى أكبر عدد من الفلسطينيين.
أيضاً، من المقرر أن يكون الوضع الإنساني في غزة على أجندة لقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي، محمد بن زايد، الذي يصل إلى القاهرة اليوم السبت لمناقشة ملفات عدة، في الوقت الذي بدأت فيه الإمارات «الدخول على خط قنوات التواصل مع إسرائيل، من أجل فتح المعابر الإسرائيلية وإدخال مساعدات إلى القطاع، بالتعاون مع أبو ظبي وعدة دول أوروبية». وتعوّل أبو ظبي - رغم ابتعادها عن الانخراط في التفاصيل منذ بداية العدوان -، في هذا الشأن، على «تواصلها المباشر مع حكومة الاحتلال»، وتقول إن هذا التواصل قد يسفر عن «نتائج تدعم المساعدات لتحسين الوضع الإنساني في أقرب وقت»، وهو أمر «لا تراه القاهرة متعارضاً مع دورها، لكنها تبدي بعض التحفظات بشأن بعض التفاصيل التي طُرحت حوله، ومن بينها إمكانية إشراك دول عربية أخرى في إدخال المساعدات عبر المعابر الإسرائيلية.

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة